بدا تشي جيفارا رحلته فى أمريكا اللاتينية مع مجموعة من أصدقاؤهوأفزعهم الفقر الذى يعيش فيه الإنسان رغم كل الموارد التى تتمتع بها البلاد وكلما توغل فى جمهوريات الفقر الأمريكية ازداد داخله الغضب مما يعانيه الإنسان وتفجرت بداخله آلاف الأسئلة عن كيف يمكن تحقيق العدل والخير والحق فى عالم الإنسان وتوصل إلى أن الثورة المسلحة هى الحل الوحيد .
قصة عن شخصية تشي جيفارا
طبيب تخرج في عام 1953وفى عام 1954 يتوجه إلى جواتيمالا ليشارك الشعب ثورته ضد الانقلاب الذى دبرته المخابرات الأمريكية لتتخلص من الحكومة الوطنية التى رفضت الخضوع للهيمنة الأمريكية تكون نقطة الانفجار فى حياته .
عندما يلتقى بالثوري العملاق فيدل كاسترو الذى كان يتولى قيادة الغضب الكوبى ضد العميل الامريكى الديكتاتور باتيستا وفى نوفمبر 1956 يصل مع رفاقه إلى كوبا ليخوض المعركة ويشتهر بين زملاؤه ورفاقه بمهارته باستعمال السلاح واستعداده للتضحية من اجل رفاقه الذين كانوا يتصدون للموت به .
تكون نقطة الانفجار فى حياته عندما يلتقى بالثوري العملاق فيدل كاسترو الذى كان يتولى قيادة الغضب الكوبى ضد العميل الامريكى الديكتاتور باتيستا كانت فكرة ذلك الطبيب الارجنتينى الثرى انه قادم للموت من اجل قضية الإنسان كان يقاتل من اجل الحق والخير والعدل.
كان يقاتل من اجل الإنسان وهكذا قاد مجموعته التى كانت تتكون من 120 مقاتل ليكون راس الحربة فى التقدم ضد قوات الديكتاتورالعميلالذى لم يجد مفرا من الفرار أمام ثورة الشعب وشراسة تلك المجموعة من الفهود بقيادة جيفارا وانتصر الحلم وتولى الزعيم الثائر كاسترو رئاسة كوبا فى يناير 1959 وعين جيفارا وزيرا للصناعة ومديرا للبنك الوطنيولكن ترىهل يستكين الثائر الإنسان ومازال هناك ظلم فى بقاع أخرى من ذلك الكوكب التعيس ؟
وفى صباح احد الأيام استيقظ العالم على الرئيس الكوبى يعلن انه وجد رسالة من رفيق كفاحه هذا نصهاأشعر أني أتممت ما لدي من واجبات، تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك، الذي أصبح شعبي.
أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، وعن رتبة القائد، وعن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا. لقد انطلق الإنسان ليحارب الظلم من جديد فى مكان جديد رغم إصابته بالربو وكانت بوليفيا ترزح تحت حكم حكومة عميلة للمخابرات الأمريكية وكان الشعب يعانى من الفقر والتخلف والمرض .
- وبالفعل اقتاد مجموعة من الجنود البوليفيين مكونة من 184 رجلا حتى تم حصار 17 من الثوار من بينهم جيفارا في غابة وادي سيرانو جنوبي نهر جراندي، وكان ذلك في الثامن من أكتوبر عام 1967 .
- ولمدة ست ساعات دارت معركة شرسة بين الطرفين حتى أصيب جيفارا في فخذه ونزف كثيرا من الدماء، وكسرت بندقيته، واستخدم السلاح الأبيض بوفرة في هذه المعركة و...كانت النهاية.
- فقد حوصر جيفارا تماما بعد أن فقد الكثير من قوته ودمه.. فأحاط به أربعة جنود من رجال الحكومة فقال لهم : " أنا التشي ....أنا تشي جيفارا ".
- فلم يصدق الجنود أنفسهم، فأسروه ليتأكدوا من هويته، وبالفعل عرفوا أن هذا الأسد الجريح الذي سقط في أيديهم هو من يكابدهم الخسائر منذ أن وطأت قدمه أرض بلادهم.
ارنستو تشي جيفارا في المصيدة
هكذا تحول جيفارا -الرجل الثاني في الثورة الكوبية والوزير السابق الذي التقي بأكبر قيادات العالم، وأثارت خطبه الحماس في كل من سمعوها- تحول إلي أسير في مدرسة ابتدائية في ( لا هيجيرا )..جدرانها مغطاة بالخوص..، ووسط الوحل والقذارة جلس جيفارا ذلك الأسد الجريح .
تم إصدار الأوامر بقتل جيفارا في مكانه دون أي محاكمة... فالكل يعلم جيدا أن محاكمة مثل هذا الثائر وإعطائه فرصة صغيرة واحدة للتحدث أمام الإعلام، كافية تماما لإثارة الرأي العام، بل كافية لأحداث زلزال بين الشباب المتحمس وقيام المظاهرات التي تنادي بالإفراج عن البطل الأسير. 9/10/1967 . العاشرة مساء
دخل الجندي المكلف بقتل جيفارا إلي الحجرة المقيد فيها ومعه أوامر مباشرة بقتله ..نهض جيفارا علي قدميه وهو علي يقين تام أنه مقتول هذا اليوم وقال كلمته المشهورة لذلك الجندي المشهر سلاحه "اضرب .. أنت فقط تقتل رجلا" .
أي أنه من السهل أن تقتلني ولكن من المستحيل أن تقتل ذلك الأثر الذي سأخلفه ورائي، وتلك الضوضاء والشغب والتحدي الذي يثيره اسم جيفارا ذاته .
اخذ ذلك الجندي وقتا كبيرا لاستجماع شجاعته، ودون أن ينظر إليه هذه المرة أطلق عليه النار..وفي هذه اللحظة تحركت النزعة السادية الموجودة لدي الجميع، فراح الجنود الذين كانوا متهيبين منذ لحظات يفرغون طلقاتهم في الجسد الساكن .
خبر كهذا لا يمكن كتمانه طويلا...فقد خرجت الصحف بعدها وعلي صفحتها الأولي صورة جيفارا وهو مقتول وعلي ثغره شبه ابتسامه ساخرة ويبدو موشكا علي فتح عينيه بعد نوم مريح .
الغريب أن الحكومة البوليفية ظلت تخشي جيفارا حتى بعد موته، فهي لا تريد أن يبقي جثمانه ذكري أمام الشعب..فرفضت تسليم جثة جيفارا لأخيه عندما جاء ليستلمها.
حقيقة موت ارنستو تشي جيفارا
الحقائق تتضارب بصدد جثة جيفارا، فهناك من يقول أنه تم إحراقها، وهناك من يقول أنه تم دفنها بعد بتر اليدين ووضعها في الفورمالين ليتم مطابقة البصمات فيما بعد .
ثلاثين عاما وتحديدا في عام 1997 تم العثور علي هيكل عظمي مبتور اليدين وبتحليله بأسلوب D.N.A اثبت أنه رفات جيفارا..ونقل بعدها لكوبا ليدفن في ضريح في سانت كلارا في كوبا .